فصل: أحاديث مختلفة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 أحاديث مختلفة

- حديث آخر‏:‏ أخرجه الدارقطني، ثم البيهقي في ‏"‏سننيهما‏"‏ ‏[‏عند الدارقطني‏:‏ ص 286 - ج 1، والبيهقي‏:‏ ص 47 - ج 5‏]‏ عن أيوب بن محمد أبي الجمل عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها‏"‏، انتهى‏.‏ وكذلك رواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏، قال الدارقطني في ‏"‏عللّه‏"‏‏:‏ أيوب هذا ضعيف، وقد خالفه جماعة‏:‏ كابن عيينة، وهشام بن حسان، وعلي بن مسهر، وعبد الرحمن بن سليمان، وابن نمير، وإسحاق الأزرق، وغيرهم، فرووه عن عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، وهو الصواب، انتهى‏.‏ وقال البيهقي‏:‏ وأبو الجمل ضعيف عند أهل العلم بالحديث، والمحفوظ موقوف، انتهى‏.‏ وقال ابن القطان في ‏"‏كتابه‏"‏‏:‏ أيوب بن محمد أبو الجمل مختلف، فقال‏:‏ أبو زرعة منكر الحديث، وقال أبو حاتم، لا بأس به، فخرج من هذا أن حديثه غير صحيح، انتهى كلامه‏.‏ ورواه ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏، والعقيلي في ‏"‏ضعفائه‏"‏، وأعلاه بأبي الجمل، وقال‏:‏ لا يتابع على رفعه، إنما يروى موقوفًا، انتهى‏.‏

قوله‏:‏ ولو اسدلت على وجهها شيئًا، وجافته عنه جاز، هكذا روي عن عائشة رضي اللّه عنها، قلت‏:‏ أخرجه أبو داود، وابن ماجه ‏[‏عند أبي داود في ‏"‏باب المحرمة تغطي وجهها‏"‏ ص 254 - ج 1، وعند ابن ماجه في ‏"‏المحرمة تسدل الثوب على وجهها‏"‏ ص 216‏.‏‏]‏ عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن عائشة، قالت‏:‏ كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه، انتهى‏.‏ أخرجه أبو داود عن هشيم عن يزيد به، وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن فضيل، وعن عبد اللّه بن إدريس عنه، قال في ‏"‏الإِمام‏"‏ وكذلك رواه أبو عوانة، وعلي بن عاصم عن يزيد، وخالفهم ابن عيينة عن يزيد، فقال‏:‏ عن مجاهد عن أم سلمة، ومع ذلك فيزيد فيه ضعف، تكلم فيه غير واحد، وأخرج له مسلم في جماعة غير محتج به، انتهى‏.‏ قلت‏:‏ حديث علي بن عاصم عند الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏عند الدارقطني‏:‏ ص 286، وحديث سفيان عن مجاهد عن أم سلمة، عند الدارقطني‏:‏ ص 287‏]‏، قال الدارقطني‏:‏ وخالفه سفيان بن عيينة، فقال‏:‏ عن مجاهد عن أم سلمة، ثم أخرج كذلك، ورواه الطبراني في ‏"‏معجمه‏"‏ عن سفيان بن عيينة، نحو الدارقطني‏.‏

واعلم أن سماع مجاهد من عائشة رضي اللّه عنها مختلف فيه، فأنكره يحيى بن معين، ويحيى بن سعيد القطان، وشعبة، وقال أبو حاتم‏:‏ مجاهد عن عائشة مرسل، فقد ثبت عند البخاري، ومسلم سماعه منها، وأخرجا له ‏[‏عند البخاري في ‏"‏باب عمرة القضاء في ‏"‏المغازي‏"‏ ص 610 - ج 2، عند مسلم‏:‏ ص 409 - ج 1 في ‏"‏الحج‏"‏ واللفظ له‏.‏‏]‏ عن عائشة أحاديث في بعضها ما يدل على سماعه منها، نحو ما رواه منصور عن مجاهد، قال‏:‏ دخلت أنا، وعروة بن الزبير المسجد، فإذا عبد اللّه بن عمر جالس إلى حجرة عائشة، والناس يصلون الضحى في المسجد، فسألناه عن صلاتهم، فقال‏:‏ بدعة، فقال له عروة‏:‏ يا أبا عبد الرحمن اعتمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏؟‏ قال‏:‏ أربع عمر‏:‏ إحداهن في رجب، فكرهنا أن نكذبه، ونرد عليه، وسمعنا استنان عائشة في الحجرة، فقال عروة‏:‏ ألا تسمعين يا أم المؤمنين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن‏؟‏ فقالت‏:‏ وما يقول‏؟‏ قال‏:‏ يقول‏:‏ اعتمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أربع عمر‏:‏ إحداهن في رجب، فقالت‏:‏ يرحم اللّه أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إلا وهو معه، وما اعتمر في رجب قط، انتهى‏.‏ أخرجه مسلم في ‏"‏الحج‏"‏، والبخاري في ‏"‏المغازي - في غزوة خيبر - في باب عمرة القضاء‏"‏، وظاهر هذا أنه سمع منها، ولو لم يكن عند البخاري كذلك لما أخرجه، لأنه يشترط اللقاء، وسماع الراوي ممن روى عنه مرة واحدة فصاعدًا، ولا خلاف في إدراك مجاهد لعائشة، وأخرج مسلم أيضًا ‏[‏عند مسلم‏:‏ ص 391، ورواية طاوس عند مسلم‏:‏ ص 390‏]‏ عن أبي نجيح عن مجاهد عن عائشة، قالت‏:‏ حضت بسرف، فطهرت بعرفة، فقال لها رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏يجزئ عنك طوافك بالصفا والمروة عن حجتك‏"‏، انتهى‏.‏ ومسلم إنما يعتبر التعاصر، وإمكان السماع ما لم يقم دليل على خلافه، مع أنه أخرجه من رواية طاوس عن عائشة بإِسناد لا خلاف في اتصاله، وأخرج النسائي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏[‏عند النسائي في ‏"‏باب ذكر القدر الذي يكتفي به الرجل من الماء للغسل‏"‏ ص 46‏]‏ عن موسى الجهني، قال‏:‏ أتى مجاهد بقدح حزرته ثمانية أرطال، فقال‏:‏ حدثتني عائشة أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يغتسل بمثل هذا، انتهى‏.‏ وهذا صريح في سماعه منها، وقال ابن حبان في ‏"‏صحيحه‏"‏ في النوع الثالث والأربعين، من القسم الثاني‏:‏ من زعم أن مجاهدًا لم يسمع من عائشة كان واهمًا، ماتت عائشة في سنة سبع وخمسين، وولد مجاهد في سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، انتهى كلامه‏.‏ وقال ابن القطان في ‏"‏كتابه‏"‏، ذكر الدوري عن ابن معين، قال‏:‏ كان يحيى بن سعيد القطان ينكر سماع مجاهد من عائشة، وقال القطان‏:‏ كان شعبة ينكره أيضًا، ذكره الترمذي في ‏"‏العلل‏"‏، وذكر عبد اللّه بن أحمد بن حنبل عن أبيه، قال‏:‏ كان شعبة ينكره، وقال ابن أبي حاتم‏:‏ روي عن عائشة مرسلًا، انتهى كلامه‏.‏ وقال غيره‏:‏ وقد ثبت عن البخاري، ومسلم سماع مجاهد من عائشة، فلا يلتفت إلى من نفاه‏.‏

- الحديث السادس والثمانون‏:‏ روي أنه عليه السلام

- نهى النساء عن الحلق، وأمرهن بالتقصير،

قلت‏:‏ غريب بهذا اللفظ، وكأنه حديث مركب، فنهى النساء عن الحلق فيه أحاديث‏:‏ منها ما رواه الترمذي ‏[‏عند الترمذي في ‏"‏باب ما جاء في كراهية الحلق للنساء‏"‏ ص 123 - ج 1 وعند النسائي في ‏"‏باب النهي عن حلق المرأة رأسها‏"‏ ص 275 - ج 2‏.‏‏]‏ في ‏"‏الحج‏"‏، والنسائي في ‏"‏الزينة‏"‏، قالا‏:‏ حدثنا محمد بن موسى الحرشي عن أبي داود الطيالسي عن همام عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي، قال‏:‏ نهى رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أن تحلق المرأة رأسها، انتهى‏.‏ ثم رواه الترمذي عن محمد بن بشار عن أبي داود الطيالسي به عن خلاس عن النبي مرسلًا، وقال‏:‏ هذا حديث فيه اضطراب، وقد روي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عائشة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، انتهى ‏[‏في ‏"‏تهذيب التهذيب - في ترجمة قتادة‏"‏ ص 355 - ج 8، وقال الحاكم في ‏"‏علوم الحديث‏"‏‏:‏ لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أحمد بن حنبل مثل ذلك، الخ، وقال أبو حاتم‏:‏ قتادة عن أبي الأحوص مرسل، وأرسل عن أبي موسى، وعائشة، وأبي هريرة، ومعقل بن يسار‏.‏‏]‏‏.‏ وقال عبد الحق في ‏"‏أحكامه‏"‏‏:‏ هذا حديث يرويه همام عن يحيى عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي، وخالفه هشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، فروياه عن قتادة عن النبي عليه السلام مرسلًا‏.‏